١٧/٠٦/٢٠٠٠

 (لمزيد من المعلومات)

عند البحث عن ارتفاع منطقة ما على خريطة بمقياس ١/٢٥٠٠٠ اضطررنا إلى تعريف الارتفاع بالنسبة لمستوى سطح البحر. بالنسبة لسكان كتلة كونيجو، فإن ارتفاع فالمانيا يصل إلى ٨٥٥ م يعني أنه بالنسبة للبحر المتوسط الذي يعد في مستوى صفر، كأننا على ارتفاع ٨٥٥ م فوق هذا الأخير . سألني تلميذ قائلاً ماذا يحدث لو اتخذنا أي نقطة من نقط قاع البحر المتوسط كنقطة مرجعية (مستوى صفر)؟ وهناك سؤال آخر يفرض نفسه هنا: هل المحيطات والبحار تكون على نفس الارتفاع؟

---

٢١/٠٦/٢٠٠٠

 (لمزيد من المعلومات)

إن الأسئلة التي يسألها التلاميذ تعد حيوية وأساسية! في فرنسا، مستوى المرجع بالنسبة للارتفاعات (مثل تلك التي توجد على خريطة المعهد الجغرافي القومي) يتناسب فعلياً مع المستوى المعتاد للبحر المتوسط، وبشئ من التحديد في المستوى المتوسط لمرسيليا مثلما تم حسابه من خلال الإثنى عشر عاماً لتسجيل مقياس المد والجزر فيما بين ١٨٨٥، و ١٨٩٧. كان يجب الانتباه إلى أن ذلك لا يعني أن مستوى البحر هو نفسه في كل البحر المتوسط. مما يوجهنا إلى السؤال الثاني. هل كل بحار ومحيطات الكرة الأرضية على نفس المستوى. الكثير من المؤشرات تؤدي إلى تنوع مستوى البحر: ١) الأمواج واضطراب الأمواج الناتجة عن الظواهر المناخية والتي تستطيع أن تؤدي إلى تغيرات في مستوى البحر لعدة أمتار خلال الكوارث (الأعاصير والعواصف). وعلى الرغم من أن هذه الكوارث مقسمة على فترات طويلة إلا أن هذه التغيرات تظل ضعيفة. ٢) إن المد والجزر الذي يؤدي إلى تغيرات في مستوى البحر لعدة أمتار في بعض المناطق مثل خليج جبل سان ميشيل. وفي مياه البحر المتوسط يعد المد والجزر ضعيفا بالنسبة لساحل الأطلنطي (مما يفسر اختيار مرجع مرسيليا من قبل معهد البحوث الجيولوجية)، ولكنه أيضا مسئول عن التغيرات في مستوى البحر بحوالي ٢٠ سم (وبهذا الخصوص كان هناك سؤال في موقع إكتشف بنفسك مؤخرا: لماذا تعد ظاهرة المد و الجزر مهمة في الأطلنطي عنها في البحر المتوسط؟ (في مجال علم الفلك). وكذلك الحال بالنسبة للأمواج كما بالنسبة لإضطرابات الأمواج حيث يكون تأثير المد والجزر ضعيفا عندما يكون على فترات طويلة (مما يفسر الإثنى عشر عاما التي استغرقها حساب المستوي المرجعي لمرسيليا). ٣) المرور المحيطي العام الذي يتضمن نظام التيارات البحرية مثل تيار الخليج (Gulf stream) وهذا المرور يتطلب عدم وجود فرق ارتفاع عن سطح المحيط وذلك يشبه الانضغاط الذي يحدث في فنجان القهوة عندما نقلبه بالملعقة تقليبا شديدا. إن التغيرات في المستوى ترجع إلى هذا المرور وذلك لا يكون هاما إلا بسبب التأثيرين السابقين لكنه يظهر على مقياس كبير وبطريقة دائمة. فمثلا في شمال الأطلنطي هناك اختلافٌ متوسطٌ يصل إلى ١م بين مستوى سطح البحر في الكاريبي ومستوى سطح البحر بالقرب من جرونلاند حيث أن المنحدرات الكبيرة كائنة على طول محور تيار الخليج (Gulf stream). أو بمعنى آخر إذا كانت المحيطات هادئة ستكون تلك المنحدرات في نفس الارتفاع. وهذا التصور التخيلي يستخدمه علماء البحار وعلماء شكل الأرض لتعريف السطح المرجعي بمقياس الكرة الأرضية التي يسمونها "شكل الأرض". ويتميز هذا الأخير بنفس قيمة مجال الجاذبية الأرضية في كل نقطة ويمثل مستوى صفر الذي يتم بداية منه قياس مستوى البحر. هذه السنوات الأخيرة، تم تحقيق إنجازات كثيرة في تقييم مستوى البحر بصفة أساسية بفضل تطور تكنولوجيا الأقمار الصناعية (المهمة الفرنسية الأمريكية توبكس/بوسايدون التي استطاعت الحصول على المعلومات المؤكدة بقياس بعض السنتيمترات). أما متابعة تحديد مستوى البحر فهي أشياء أساسية – من ضمنها- تحديد التغير المناخي (نرجو الإطلاع بهذا الخصوص على تأثير ذوبان الجليد على مستوى البحر). وللمزيد من المعلومات نرجو الإطلاع على: قصة الصفر في الخرائط، أصل الارتفاعات، موقع المعهد القومي للجيولوجي http://www.ign.fr/rubrique.asp?rbr_id=١&lng_id=FR عن تغيرات مستوى البحر وموقع SHOH (الخدمة الخاصة بطبوغرافيا البحار والنشاطات البحرية)